_ كان العالم (الحيادي) كله ينتظر نتائج معركة ستالين غراد ..
ليرى إلى أي طرف سيصطف !
(ومنهم تركيا التي كان لها نية خفيّة بدخول الحرب إلى جانب ألمانيا
لكنها كانت تخاف مما حدث معها بالحرب العالمية الأولى
فكانت تنتظر معركة ستالين غراد
فأعلنت الحياد -الذي كان يفيد ألمانيا حقيقةً-
والذي دفع ستالين لتجديد الحلم السوفيتي "الأرثوذوكسي" القديم الجديد من أيام الإمبراطورة كاترينا
باسترداد القسطنطينية والسيطرة على مضائق البوسفور والدردنيل
واسترجاع قارص وبعض الولايات الشرقية التي تعتبرها موسكو تابعة لروسيا إلى الآن!
ولهذا إلى الآن فإن مضائق البوسفور تخضع لاتفاقيات دولية تمنع تركيا من التحكم فيها إلا في حال دخولها حرب ضد روسيا!)
_ ومن هؤلاء (الحيادين) المنتظرين لنتائج ستالين غراد ..
كانت حكومة (روزفلت) الأمريكية ..
فبالرغم من أن بريطانيا وفرنسا دخلت الحرب في أيلول 1939،
فإن أمريكا لم تدخل الحرب إلا في عام 1942 !!
يعني بعد 3 سنوات كان هتلر فيها يحرق أوروبا حرقاً،
وحرق بريطانيا ولندن حرقاً في عام 1940،
لكنهم لم يتدخلوا-هم نفسهم من يدّعي الآن حرصهم على الأمن الأوروبي-
(قصف هتلر للندن)
فكانت حكومة روزفلت تنتظر نتائج معركة ستالين غراد،
فرأت أن الكفة الهتلرية بدأت بالهبوط والانحدار،
فجنّ جنون روزفلت لدخول الحرب ليتقاسم الكعكة النازية وإرثها،
وإلا لخرج لخارج العالم والتاريخ،
فلقد كانت أمريكا لمعلوماتكم قبل دخول الحرب دولة عادية مثلها مثل أي دولة
وكانت قدراتها التسليحية البرية والبحرية عادية وقدراته الجوية هزيلة!
* فكان لابدّ من دخول الحرب .. !
طيب كيف والشعب الأمريكي كان رافض رفضاً قاطعاً لدخولها ؟!
أي سهلة ..
عليكم باللعبة الاستخبارتية أهم وأخطر طُرق الحرب والموجِّه لها!
وأتمنى منك أخي الحبيب أن تفهم هذه اللعبة جيداً لأنها ستفهمك الكثير !
_ روزفلت كان يحتاج حجة لإقناع الشعب بدخول الحرب ودفع تكاليفها ..
فكان المُخطَّط مايلي :
روزفلت أخفق في استدراج ألمانيا لشنّ هجوم على أمريكا في شمال الأطلسي
رغم أنه استفزّ السفن الألمانية كثيراً لكن الألمان لم يريدوا أن يُدخلوا الأمريكان بالحرب في تلك المرحلة ويفتحوا جبهة جديدة لهم ..
ولهذا قرّر استدراج اليابان لمهاجمة قواعد أمريكية في المحيط الهادي
وهكذا يستطيع استدراج ألمانيا (وهي الهدف لتقاسم كعكتها) حيث إن اليابان كانت متحالفة مع ألمانيا !
* وهذا نستعمله دائماً في العلوم الاستخباراتية ..
فإن كان من الصعب عليك اختراق جهة ما، حذرة محصنة لديها خبرات بمنع الاختراق، فاخترقْ حليفها تصل لنفس النتيجة،
وهذا كان يفعله السوفييت كثيراً
فكانوا أحياناً يخترقون الأمريكان -في وقت ضعفهم- ليصلوا لمعلومات عن الإنكليز في أوائل الخمسينات،
وفعلوا العكس عندما تقوى جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA في فترة الستينات والسبعينات ..
* وكذا لو أردت أن تخترق حزب الله مثلاً فهو حزب متمرس من الناحية الأمنية ويصعب اختراقه،
فكنا نسعى لاختراق المعارضة البحرينية التي كانت هشة ولاخبرات لديها استخباراتية وسهل جداً اختراقها والوصول لمراكز مرموقة فيها
وهكذا نستطيع اختراق الحزب ومعرفة مخططاته وشبكاته التي كان ولابد سيمد البحرينيين بها وسيتواصل معهم
وكذلك كنا سنفعل مع اليمنيين الحوثيين (بالأقل إلكترونياً عن طريق إنشاء حسابات وهمية تشاركهم وتتبع لهم على أساس وذلك لقلة إمكانياتنا) !
فتم استدراج الياباني للحرب ..
عن طريق عملاء سوفييت داخل أمريكا نفسها ..
وبتوافق من حكومة روزفلت نفسه !
لأن السوفييت كانوا يخشون كثيراً من تقارب ياباني أمريكي
لأنهم بذلك سيطوقون الاتحاد السوفيتي أولاً،
وكانوا يريدون شغل اليابان عنهم نهائياً بعدم مهاجمتهم مع حليفهم الألماني
وخصوصاً بعد سحب جنودهم من جبهة اليابان
(بناء على معلومات من جاسوس محترف سنتكلم عنه لاحقاً اسمه ريشارد سورج)ثانياً،
وهكذا حققوا الأمرين بهجمات بيرل هاربور، والتي كان لهم دور فيها عن طريق عميلهم :
دكتور الاقتصاد المشهور (وايت) ..
هذا الدكتور كان يميل بالسر للبلشفية الروسية كثيراً
بل وكان جاسوساً مع المخابرات السوفيتيتة (KGB)
رغم أنه قد لعب دوراً أساسياً في وضع الاستراتيجيات الاقتصادية لعالم ما بعد الحرب،
وقد طبقت خطط عديدة من السياسات التي وضعها، وعاش بعضها حتى الآن،
مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ..
فهل تتخيل أن مثل هذا من الممكن أن يكون عميلاً ؟!!!!
_ هو لم يقم بالتجسس لصالح الاتحاد السوفييتي فحسب،
بل سعى أيضاً إلى تشكيل الخطط الاقتصادية الأمريكية الحساسة والمهمة وفقاً للأوامر التي تلقاها من موسكو،
ولعب الدور الرئيسي في القرارات التي استفاد منها الاتحاد السوفييتي وقتها.
لكن بالطبع الأمريكان بعد ذلك استطاعوا أن يتجاوزوا تأثيره وحولوا خططه لصالحهم كما في حالة صندوق النقد الدولي الذي كان هو من اخترعه فحولته الآن أمريكا لعصاها الغليظة الاقتصادية ضد كل من كان يعاديها وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي !
*ومن هذا تفهم كلامي بمقالات مخططات عن حجم الإنجاز الهائل والشعور الرهيب بالنشوة الذي شعرت به أمريكا عندما دمرت دولة كالاتحاد السوفيتي،
وهذا مادفعها إلى الغرور ودخول حربي أفغانستان والعراق لاحقاً لتُنهي أي بؤرة معارضة لها
بدءاً بمحاصرة إيران وإسقاط نظام بشار ونهاية بتفكيك روسيا وخنق الصين ..
وهنا كانت لعبة المخابرات الإيرانية والسورية الأكبر بهدّ أمريكا واستنزافها عن طريق حجرة الشطرنج المميزة في هذا العصر:"نحن" !
_ نعود لموضوعنا عن بيرل هاربر واستدراج اليابان ..
هذا (وايت) كان يشغل منصب مساعد وزير الخزانة في عهدي روزفلت وترومان
(لاحظ أنه بقي لرئيسين ولم يُكتشف من قبل أخطر جهاز استخبارات في العالم CIA،
يا من الآن تقول: لا أنا بعرفو لهالأمير مستحيل !)
وكان صديق حميم لوزير الخزانة الأمريكي وقتها
والذي كان صاحب نفوذ كبير على روزفلت
وأحد أهم أركان الحكومة الأمريكية..
فسلّمه مذكرة هي من أفكار (بافلوف رئيس قسم الشؤون الأمريكية بالكي جي بي)
وطلب منه أن يعمل على ترويجها في الدوائر الأمريكية العليا المسؤولة عن السياسة الخارجية الأمريكية،
وكان من بين تلك الأفكار مطلب ملح بأن توقف اليابان عدوانها وتستدعي قواتها المسلحة من الصين ومنشوريا
وذهبت هذه الأفكار إلى مدى أبعد بمطالبة اليابان بأن تبيع جزءاً كبيراً من أسلحتها للولايات المتحدة
وكانت هذه المطالب مكتوبة بلغة فظة ..
ومن الواضح أن الهدف من ذلك هو إثارة عداء اليابانيين !
وفعلاً تم الأمر ووقع اليابانييون في الفخ ..
وبدأ المتهورون منهم يقولون أرأيتم يجب أن نضرب (الكفار والمرتدين) الأمريكان فهم يعادوننا ويتآمرون على (دولتنا وخلافتنا)
ونسوا رأس أعدائهم وقتها الاتحاد السوفيتي الذي كان حليفهم النازي بحاجة ماسة لوقوفهم معه في تلك المرحلة وفتح جبهة على السوفييت -
ولو فعلوا لانتصر الألمان في الحرب كلها-
لكنهم وقعوا بالفخ واستُدرجوا بسبب (طلبات أمريكية بلغة فظة لهم)
كانوا يستطيعون ضبط نفسهم وعدم الانجرار وراء الفخ والمماطلة مع الأمريكي لحين انتهائهم من السوفيتي رأس أعدائهم هم والألمان وقتها ..
استدرجوا ووقعوا في الفخ فكانوا حجرة شطرنج بين اللاعبين الذين أصبحوا كبار بسببهم (الروسي والأمريكي)
وكانوا هم كعادة أحجار الشطرنج خارج اللعبة وأكبر الخاسرين !
_ وصدقوني أكرر لكم لولا بيرل هاربر
(والتي لاحظ أن ظاهرها خسارة لأمريكا وقتل لـ 3000 من مواطنيها وتدمير أكثر من 300 بارجة ومركب لها)
ومع ذلك لولاها لكانت أمريكا الآن دولة مثلها مثل السويد، لا كلمة لها ولاقرار،
وكانت اللعبة الدولية ستكون بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا (التي أصبحت اليوم مجرد تابع لأمريكا)
وكانت أمريكا خارج اللعبة تماماً ! فتأمل !!!
_ فالمؤامرة تمت من قبل حكومة روزفلت،
وبصمت سوفيتي وباستدراج للياباني الذي كان مهمته حجر شطرنج فقط وكان من ثم أكبر الخاسرين
(انظروا إلى اليوم حتى أن الياباني أكبر خسارة من ألمانيا نفسها من الناحية العسكرية والاستراتيجية
فاليابان اليوم بلد هامشي لاقرار له في العالم ولا أي تأثير عملي،
لكن حتى ألمانيا فلها اليوم تأثير رغم محدوديته..
وهكذا حال أحجار الشطرنج دائماً وفي كل زمان..
والعجيب أنهم كذلك كانوا يقومون بعمليات (استشهادية!) على البارجات البحرية..
فيبدو أن هذه العمليات (رغم أهميتها أحياناً) هي سمة أحجار الشطرنج دائماً !!!!
والأهم أنه لو علمت أن دخول أمريكا بالحرب لم يكن هو من أسقط هتلر،
فقد كان ثبات الروس والإنكليز هو الأهم لوقف زحفه ومده ..
وجاء دخول أمريكا كركوبٍ للموجة، ومجرد مساعدة لسقوطه،
وكانت هي أقل من تكلف بهذه الحرب مادياً وبشرياً
ومع ذلك كانت هي أكثر الحاصدين على الإطلاق !
وخصوصاً بدخولها الذكي بالقنبلة النووية
وهذا يفسر لك السر الحقيقي لإلقاء القنبلة النووية على اليابان رغم أنها كانت على وشك الاستسلام أصلاً !
_ هي كانت تريد حصد كل شيء بعد الحرب ودخول العالم كانها القطب الوحيد،
فالجميع كان منهكاً إلا هي ،
والجميع كان مشغولاً إلا هي كانت تقعد برياحة وبهدوء وبسلام تصنّع القنبلة النووية لتحسم الحرب لصالحها وتخرج منها سيدة العالم
(للمعلومات فإن تصنيع القنبلة النووية تم أثناء الحرب العالمية بينما كانت أمريكا مشغولة ولم يتم استدراج اليابان إلى بيرل هاربر إلا بعد ان أشرفت القنبلة النووية على الانتهاء) ..
وكانت فعلاً امريكا ستصبح سيدة العالم بلا منازع لولا الحرب الاستخباراتية !!
_ تقول لي الحرب الاستخباراتية هي من حرمت أمريكا لـ3 عقود من أن تتحكم بالعالم كقطب واحد أوحد
وحمت الاتحاد السوفيتي من الانهيار بعد حرب أوكرانيا التي استمرت لعشر سنين بعد سقوط برلين ؟!
أقول لك بكل بساطة نعم ..
تقول لي كيف هذا ؟!
أقول لك كان هذا بسبب هذا الرجل واسمه :

جورج كوفال الملقلب بـ (دلمار) ..
كان جاسوس روسي رغم أنه كان مسؤول كبير بالفريق النووي الأمريكي
ويعتبر الجاسوس الأكثر نجاحاً في تاريخ جهاز الاستخبارات السوفياتية،
حيث تمكن في منتصف الأربعينات من القرن الماضي التسلل والدخول إلى منشآت سرية أمريكية كانت تعمل على تطوير الأسلحة النووية،
والمعلومات التي قدمها ساعدت العلماء السوفييت في أقصر وقت ممكن على إنتاج قنبلة ذرية حالت دون توجيه تهديد نووي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية !
ولولا أن الاتحاد السوفيتي سرق سر القنبلة النووية بلعبة استخباراتية؛
لكان الاتحاد السوفيتي انهار منذ الأربعينيات
وكانت أمريكا اليوم أقوى بكثير مماهي عليه الآن
وكانت ستكون سيدة العالم لقرن من الزمان .. !
* أرأيتم
(من كل ماسبق ومن كل قصة بيرل هاربر المهمة جداً)
ماهي الحرب الاستخباراتية يا أمة سيد اللعب الاستخباراتية بالتاريخ برأيي صلى الله عليه وسلم
(وذلك نظراً لإمكانياته وتكنولوجيته وقتها والمحيط حوله منذ 1450 عام ؟!!) ؟!
لكن هنا يأتي سؤال ؟!
بين بيرل هاربر وهجوم الألمان على روسيا 4 أشهر (من حزيران لأيلول 1941) ..
طيب كيف ضمن الاتحاد السوفيتي أن اليابان لن تهاجمه قبل بيرل هاربر فقام بنقل مليوني جندي من جبهة اليابان إلى جبهة ألمانيا ؟!
وكان هذا النقل هو العامل الأكبر بعدم سقوط ستالين غراد وبكسر شوكة الألمان
ولولاه لاجتاحوا موسكو قبل بدء الشتاء ؟!
وبالتالي كان تغير وجه العالم كله وتغير مسار الحرب العالمية الثانية وكنا نعيش الآن بعالم آخر غير العالم الذي نعيش به الآن ؟!
الجواب :
بالحرب الاستخباراتية أيضاً وأيضاً وأيضاً ..
وبسبب هذا الرجل (ذو الوجوه الثلاثة) ..
الذي خصص له الاتحاد السسوفيتي طابع كامل يحمل اسمه وصورته ..
إنه : ريتشارد سورج !
أما ريتشارد سورج الذي يسميه الروس بـ(سيرجي) ..
فهذا لوحده مدرسة أسطورية ..
فهذا الرجل الذي كان حفيد (سورج) سكرتير أحد أهم منظري الشيوعية: (ماركس)
والذي نال أوسمة بحربه ضد الألمان بالعالمية الأولى
إلا أن عقله كان يستهجن ويحتقر القتال المباشر، والاشتباك الواضح الصريح،
ويعتبر كليهما وسيلة من لا عقل له (هذا كلامه) !
_ هذا الرجل ياسادة هو بالحقيقة أحد أهم من رسم وجه العالم الحالي،
لأنه كان أحد ّأهم من حدّد نتائج الحرب العالمية الثانية،
هذا الرجل هو من دمّر فعلياً الرايخ الثالث،
هو من دمّر ألمانيا النازية التي اكتسحت البشرية والتي لم يستطع أحد الوقوف أمامها، رغم كل الأسلحة ورغم كل الصواريخ التي ووجهت بها،
ورغم أنها كانت الحرب الأغلى تكلفة بشرياً ومادياً في التاريخ الإنساني؛
إلا أن هذه الحرب كلها لم تكن شيء مقابل رجل واحـــــــــــد .. وماكانت ستُستثمر لولا الحرب الاستخباراتية !
* فبسبب معلومة هذا الرجل أن ألمانيا ستهاجم الاتحاد السوفيتي رغم أن هتلر كان قد عقد معها معاهدة دفاع عسكري (للتمويه) قبل فترة بسيطة،
فبسبب معلومته هذه فقد الألمان عامل المفاجأة،
وهو أكثر ماكان يريدونه في غزوهم للاتحاد السوفيتي بالذات لإنهائها قبل قدوم الشتاء السوفيتي الشديد البرودة هذا أولاً !
وبسبب معلومته الثانية استطاع الروس صدّ الهجوم الألماني
ثم البدء بهجوم عكسي ثانياً
ثم إسقاط هتلر والوصول لبرلين ثالثاً !
ماهي هذه المعلومة ؟!
هذه المعلومة هي أن اليابانيين لن يدخلوا الحرب مع السوفييت ولن يفتحوا جبهة معهم !
_ تقول لي : هلأ هذه هي المعلومة ؟!
أقول لك بهذه المعلومة نقل ستالين -الذي كان يتابع سروج شخصياً- مليوني جندي روسي من سيبيريا إلى الجبهات مع الألمان،
فبهؤلاء استطاع وقف الزحف الألماني وبدأ بهم الهجوم المضاد وبدأ انهيارات جيش هتلر حتى وصل برلين .....
وبدون تعليق !
(ثم أتى بعده دور وايت العميل الروسي آنف الذكر بإشعالها بين الأمريكان واليابانيين
بحيث يضمنوا عدم فتح اليابانيين لجبهة معهم أبداً ..
ولو فتحوها لسقطت موسكو بيد هتلر
ولَكُنا الآن نعيش بعالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه تمـــــــــــــــاماً !)
_ عرفت الآن ماهي الحرب الاستخباراتية ؟!!
وفهمت ماكنتُ أقوله لك :
أن الحرب الاستخباراتية هي أخطر أنواع الحرب وأهمها !
طيب هذا كان في ذلك الزمن الذي كانت فيه حتى الكلاشنكوف غير مخترعة ..
طيب فما بالك الآن ؟!!
وهاهنا أروي لكم قصة سريعة عن جاسوس سوفيتي ..
يعد من أشهر جواسيس العالم اسمه كيم فيلبي ..
هل تعلمون أن هذا الجاسوس هو من أدخل إلى الاستخبارات البريطانية وحدة اسمها مكافحة التجسس السوفيتي وكان يرأسها
!
يعني هو الآن بمثابة رجل أصرّ على الخليفة أو الأمير العام للجماعة على إنشاء جهاز أمني لأنه خائف من خطر التجسس ويشعر أن هناك أناس مخترقين ..
وظل يقاتل ويقاتل حتى أنشأها وكان كثير العمل لإنشائها،
حتى أُنشئت هذه الجهة وكان هو رئيس الأمنيين فيها ..
وهو بالأخير العميل الأكبر
!
_ هذا مو كلام أحمد حزوري حبيب الماما أنت وياه
(أقصد المتصهودة من أتباع القادة عماة القلب) ..
هاد كلام موثق بالأرشيف البريطاني والسوفيتي ويكفي أن تكتب اسم كيم فيلبي على غوغل وستقرأه !
_ بل وعندما حاول (كولكوف) وهو قيادي بارز بالـ كي جي بي (المخابرات الروسية) تسليم نفسه للقنصلية البريطانية بإستانبول للإدلاء بمعلومات مهمة ..
كان من تولى موضوعه فيلبي صاحبنا ..
بل وكلف بالذهاب إليه بصدقه وتفانيه على بريطانيا
وفعلاً ذهب إلى إستانبول لكن الرجل اختفى فجأة قبل وصول فيلبي،
وياسبحان الله
!
وأنا واثق أنه لو كان عند جماعتنا لقالوا أن هذا من كرامات الكي جي بي حفظه الله !
* طبعاً الرجل أتت طائرة اختطفته قبل وصول فيلبي إليه ولم يظهر بعد ذلك .. نعم فلقد أخذته موسكو
!
ومع ذلك لم يشعر أحد أن السبب كان فيلبي نفسه من ذهب للتحقيق معه لكثرة ثقة البريطانين به ..
بل حتى دافع عنه رئيس الوزراء نفسه مع رئيس الاستخبارات الخارجية mi6 !
وللمناسبة فإنّ فيلبي كاد أن يصل لمنصب رئيس الاستخبارات البريطانية بعد الحرب الثانية !!
_ وللمناسبة أكثر فإن فيلبي هو ابن الجاسوس الأخطر منه ..
وهو (عبد الله فيلبي) ..
الذي كان مستشار الملك عبد العزيز بن سعود
مؤسس المملكة السعودية في الخمسينات ..
عبد العزيز في شبابه !
وكان مستشرقاً يتكلم العربية،
دبلوماسياً وجاسوساً،
قبل أن يصبح المستشار الحصين لابن سعود مؤسس المملكة السعودية،
وقد زعم أنه أعلن إسلامه لكن الأجمل أنه خطب الجمعة في الحرم المكي عن فضائل آل سعود على الهاشميين (حكام الحجاز سابقاً)
!!!!
وبدون تعليق !
وفيلبي هو المؤسس الفعلي لشركة أرامكو السعودية النفطية ..
وهو من أدخل الشركات الأمريكية والأوروبية إليها !
_ وكان (الحاج
!) عبد الله فيلبي (كما كانوا يطلقون عليه) ..
تابع للجنرال زكريا كوكس القنصل العام البريطاني في الخليج .. وهذه الشخصية (كوكس) هي من رسمت أغلب مشهد الشرق الأوسط الآن
وهو الركيزة الأساسية لقيام إسرائيل وقيام دولة آل سعود وقيام الأردنيين ..
لكن للصدفة أن هذا الرجل من أبوين يهوديين
وياللصدف !
_ وبالحقيقة فإن من مهد الطريق للحاج فيلبي هو الجنرال وليم شكسبير ..
الذي قتل شهيداً مع ابن سعود
وكان قائد مدفعيته في معاركه مع آل رشيد (المسلمين!) حلفاء الأتراك في معركة جراب (رحمه الله وتقبله
!!) !
...
ففيلبي (ومن وراءه كوكس) ..
ومعه لورانس العرب ..
الصورة لـ : لورانس العرب مع فيصل مؤسس المملكة الأردنية !
وألن دالاس (مؤسس المخابرات المركزية الأمريكية) ..
_ فهؤلاء الثلاثة (فيلبي ومن وراءه كوكس وقبله شكسبير- ولورانس العرب - وألن دالاس) ..
هم من رسم مستقبل المنطقة (الشرق الأوسط) خلال 100 عام المنصرمة !
حيث كان فيلبي متخصص بإنشاء حكم آل سعود
ولورانس بالهاشميين (ملوك الأردن) ،
ودالاس لإسقاط العثمانيين ،
وهم من رسم المنطقة وحدودها
وهم من اقترح على سايكس وبيكو (وزراء الخارجية الفرنسي والبريطاني) الحدود الحالية إذا بدكم،
وهم من هيأ المنطقة لوعد بلفور لاحقاً ولنشوء إسرائيل
(لذلك لايمكن لأي جهة حالية عالمية أن تزيل النظامين الأردني والسعوديبالذات)،
والاثنان حاربا العثمانيين وكان لهما دور كبير جداً بإخراجهم من جزيرة العرب والشام،
وبمنع الاقتتال الداخلي بين الهاشميين وآل سعود من أن يفيد العثماني (لأن كليهما كان يحارب العثماني)..
وكان يكمّل دورهم ألن دالاس الذي كان هو من هيأ لإسقاط العثمانيين في إستانبول..
وكان لاحقاً هو من أسس جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA !
نعود لتعداداتنا التي بدأنا بها المقال وكانت :
* كيف مايزال الواحد فينا يظن أن الاختراق هو شيء تقليدي روتيني ..
1- فيظن أنه إذا قلنا أن هذه الجماعة فيها اختراق ..
فمعناها كل ماتفعله هذه الجماعة هو بأمر الجهاز الاستخباراتي المُخترِقُ لها !
فيظن من كلامنا أن هذه الجماعة كلما أرادوا فعل أمر ..
سيتصلوا بـ (علي مملوك) أو (بقاسم سليماني) أو حتى (ديفيد باتريوس) !
2-أو أن الرجل المخترق لهم ..
سيقول لهم : قال لي (علي مملوك) أن نفعل كذا أو كذا !!
3-أو أنه يقيس الأمور على مقياس :
كم يخوض قائد هذه الجماعة حروباً ضد الروس والإيرانيين و.. الخ ..
دون النظر لجدوى هذه الحروب أولاً والنظر لاستراتيجيتها ثانياً ..
4-أو أنه يقيس الأمور كم تقتل هذه الجماعة من الخصوم ..
وينسى الاعتبارات اللازم اعتبارها في هذا .. !
* هل ياترى تسأل هذه الدول (كالإيراني والنظام وحتى الروسي) ..
عن قتلاها أولاً؟! * ثم هل تعتبر أجهزة المخابرات العالمية ..
أنه لو خسرت عدد كبير من القتلى مقابل تحقيق مكاسب للبلد ..
فهل لديها مشكلة بذلك ثانياً ؟!
والآن وصلنا لهذا التعداد الخامس :
5- أو أنه إذا قلنا أن هذا الجهاز الاستخباراتي استدرج هذه الجماعة ..
فيرسم صورة بذهنه أن كل القادة هم عملاء خونة ..
ثم ينظر إليهم فيرى أن منهم قد يُقتل وهو في أشدّ المعارك يقتحم على العدو ..
فيقول هذا الكلام كذب وهؤلاء كل شيء عندهم نظرية مؤامرة ..
وهذا المحقق كونان و ... الخ !
* وينسى أن الغباء أو الجهل الاستراتيجي أو تعيين قادة غير كفؤ ..
سيؤدي بالجماعات ..
أن تسلك المسار التي ترسمها لها أجهزة الاستخبارات شاءت أم أبت !
لأن هذه الأجهزة عريقة عمرها 300 عام ..
فمثلاً جهاز الـ Mi6 جهاز الاستخبارات البريطاني ..
لديه أرشفة عمرها أكثر من 500 عام !
* فأول جهاز استخبارات موثق في العالم هو جهاز الاستخبارات البريطاني الذي أُسِّسَ بعهد الملكة إليزابيث الأولى التي حكمت في 1560 ميلادي
حيث أعلن البابا إليزابيث حاكمة غير شرعية،
كما أحل رعاياها من الولاء لها لأنها حاولت الخروج عن الكنيسة،
وبعدها جرت مؤامرات عديدة تهدد حياتها،
ولكن بسبب جهاز الاستخبارات الذي أنشأته، تم إحباط جميع هذه المؤامرات وكان هذا أول جهاز استخبارات عرفته أوروبا !
والعجيب أن يكون أول جهاز استخبارات موثق في العالم ويُحكى عنه هو البريطاني..
ونحن أتباع سيد الحرب الاستخباراتية في التاريخ برأيي.. ونتّبع (على أساس) كتاباً فيه من العمليات الاستخباراتية والتنويه لها الكثير ..
(راجع دروسي في سلسلة قرءانك كما لم تسمع به من قبل على هذا الرابط :
_ أما جهاز الاستخبارات الروسي KGB مثلاً ..
فكان عنده تنظيم (وهمي) كامل يعمل ضدّه (ظاهراً) في أوكرانيا،
ويُقتَل من أفراده الكثير ويَقتِل من السوفييت الكثير،
لكن عمل الروس على اختراق قادته فقط دون الجنود !
فكان قادته هم مقاتلين سابقين أسرتهم موسكو ثم جنّدتهم لها
(وطرق التجنيد كثيرة وعديدة سنتحدّث عنها لاحقاً إن شاء الله)
ثم عملت على تركهم بعد إظهار بعض علامات التعذيب عليهم،
فعادوا كأبطال عند الأوكرانيين ولم يكن أحدٌ ليشكّ بهم !
ثم دعمتهم بالمال بطرق غير مباشرة
وباشروا بالتنظيم لقتال روسيا المحتلة ذات القومية المعادية (عندنا الكافرة الملحدة ..الخ)،
واستطاعوا بهذا التنظيم (الوهمي) إقامة علاقات مع قادة الفصائل الأخرى التي تعمل بصدق لكن بدروشة استخباراتية ومنهجية،
وبدأوا بزرع الفتن بينهم..
ومن ثم باغتيال بعضهم ممن يكون لديه عقل، وإيقاع بعضهم الآخر بالأسر !
ولم يكن أحد ليشكّ فيهم؛ فهم (ثوار) و (مجاهدون)
بل ولهم معارك ضروس مع الروس يقتلون منهم ويُقتَل من جنودهم الكثير !
وقد أوقعوا بسبب هذا التنظيم الكثير من قادة الفصائل الأخرى الصادقين بيد الروس ومنهم (فاسل كوك) آخر زعيم للثوار الأوكران وغيره !
_ وهكذا حتى أنهت موسكو الصراع رسمياً بعد حوالي عشر سنوات حرب كان أهمها الحرب الاستخباراتية،
وتلك الحرب تشابه كثيراً الثورة السورية..
فقد دعمتها أمريكا وبريطانيا (التي كانت قوية وقتها)،
وكان هدفها تفكيك الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية..
لكن لما نجحت موسكو بصنع القنبلة النووية (بحرب استخباراتية أيضاً كما أسلفنا)
وأنهت التفرد الأمريكي فيها فردعت أمريكا عن مواصلة دعمهم
فقضت موسكو عليهم رغم كل تضحياتهم وكل الدعم الذي أتاهم وبدأت بتصفية قادتها كذلك : بالحرب الاستخباراتية والاختراقات !
* ولعلمكم أن هذه الحرب خسرت فيها روسيا أكثر من خسائرها بأفغانستان
لكن ظلت طي الكتمان
ولايعلم أحد بها بسبب نجاح الاتحاد السوفيتي بصناعة القنبلة النووية
فارتدعت أمريكا وهذه هي لعبة الحرب
وهذه هي لعبة الردع التي كنت سأطبقها بمشروعي في الساحل السوري
وكان كفيلاً بإذن الله (بكل مراحله) بالقضاء على النظام منذ عام 2012 لو تمّ !
* هذا الكلام عن حرب التحرر الأوكرانية موثق حبيبي
وبدأ الـ KGB يُفرج عن وثائقه التي ظلت في كتمان السرية لعقود !
وقد حدث في الثلاثينات واستمر للخمسينات ..
اطّلع لو شئت عن تلك المرحلة وكيف استطاعت موسكو أن تقضي على حركة التمرد الأوكراني التي كان يتزعمها (كوك) وكان منظّرها (بانديرا) !
وهنا ملاحظة بالنسبة لبانديرا ..
فهناك درس تعلمته موسكو وعلمته لأفراخها من المخابرات السورية والمصرية وغيرهم ولاحقاً الإيرانية..
وهو خطؤها القاتل مع (بانديرا)..
حيث كان هذا الرجل منظّر للفكر القومي الأوكراني
لكنه لاحقاً ترك البلاد وهاجر ولم يشترك بالحرب،
ثم ظهرت عليه بعض مظاهر الترف
وحتى هو كان قد أنطفأ وحتى أجهزة المخابرات البريطانية تركته ولم تعد تهتم به كثيراً .
* لكن بسبب الفكر الجامد المجمد الروتيني الغبي
(الذي نتمثل به نحن الان للأسف كجماعات)،
أرادت موسكو قتله لأنه يجب عليها أن تقتله لأنه
(كافر ومرتد و ... الخ
هذه الجمل أقصد فيها تطبيق على واقعنا طبعاً)،
(كما فعلوا بعد هذه الحادثة بـ 7 سنوات بقتلهم للسيد قطب عن طريق رجلهم جمال عبد الناصر)
لكنهم بقتلهما جعلوا منهما رموزاً،
لم يعلموا أنهم بقتلهم لهذين الرجلين جعلوا منهما منارة لمن بعدهما.. !
_ فهذا (بانديرا) مازال يؤرقّها إلى الآن
وقد حمل متمردّوا أوكرانيا صوره في التمرد الأخير الذي أطاح بحكم روسيا في أوكرانيا 2013 !
وهنا مظاهرة ضخمة تحمل اسمه في أوكرانيا
وهذا سيد قطب ..
مازالت كتاباته تبني أجيالاً .. رغم أنوف من قتله !
_ وهذا الخطأ القاتل باعتراف الروس أنفسهم ..
ومن هنا تعلمت أجهزة المخابرات أن لاتقتل الرموز والأشخاص الذين ممكن أن يغيّروا أممهم ويطوّروا فكرها ويقيموها رغم شديد خطرهم ..
بل كانت الخطة والعمل الأهم :
هو بإسقاطهم من أطراف خبثاء من بني جلدتهم أنفسهم
يجب على هذه الأجهزة أن تلمّع صورتهم إعلامياً وأمام الناس لتقدّمهم وتؤمّرهم..
بحيث تكون كلمتهم مسموعة وينغشّ بهم الناس بعدائهم لأجهزة المخابرات (زعموا)
وهم لايكونوا سوى تابعين أو أدوات بيدها ..
فيبدأون برمي التهم على هؤلاء المصلحين الخطرين الحقيقيين على مشاريع هذه الأجهزة،
وهكذا يبطلون كل فكرهم ومنهجهم بإسقاطهم لا بقتلهم .. فتأمل شدة خبثهم !
...
نعود لموضوعنا :
فهذه المنطقة بالذات هي منطقة صراعاتهم منذ 200 عام ..
وهم يتحكمون بالكثير من المفاصل فيها !
_ فعندما يُفقد وجود قادة لديهم خبرات استراتيجية كبيرة
ويفهمون اللعبة الاستراتيجية بين الأقطاب العالمية الكبرى
وبين الدول الأقليمية،
ويفقد وجود عناصر مختصين يشكلون كادراً كاملاً متخصصاً..
ويُفقد وجودُ عناصر عامة يتعلمون أسس الاستراتيجيا وعلوم الاستخبارات (بالأقل كأسس عامة) كما يتعلمون أركان الوضوء !
ستكون الجماعة هي مجرد حجرة شطرنج وأداة ومحارم تمخيط بيد أجهزة الاستخبارات العالمية شاءت أم أبت،
ولو كان فيها قادة مخلصين.. ولو كان فيها أبو بكر وعمر !
هل من معتبر ؟
وللحديث بقية ...